ان مواقفه الصامده امام تعذيب قصر النهايه الذي يصعب وصف بشاعته و وحشيته والذي نفذه قادة البعث بايديهم . نعم بايديهم . في سنة 1950 عندما احضروه في سجن نقرة السلمان لمحاكمته مره اخرى وعن تهمه اخرى، كان في الموقف يكتب رسائل و يبعثها للحزب حيث يضع الرساله مع القمامه و في احدى المرات و اثناء المراقبه من قبل الحرس فاجؤوه بالتفتيش و اخذوا الرساله و في الرساله كانت عبارة – و سينتقم الشعب منهم- فاخذوه الى التحقيق و كان السؤال من تقصد ب(منهم) وبعد تعذيب شديد قال لمعاون الشرطه الذي كان يشرف على تعذيبه: اقصد بكلمة منهم-عملاء الاستعمار و اذنابهم و اذناب اذنابهم. فكتب المعاون ما قاله ولم يكتب اذناب اذنابهم. فساله حسين لماذا لم تكت اذناب اذنابهم، فقال له المعاون من تقصد. فرد حسين: اقصد ‘شجولاتكم’. فزادوا التعذيب لدرجة انهم ارسلوه الى المستشفى فاقد الوعي وعندما صحا كان حارسه في النجف متعاطف معه و قال هل لك اقارب و بواسطة . الشرطي تمكن من الاتصال بصديق له اسمه (علي كامل المحامي) ونحن سمعنا القصة من المحامي علي كامل.
و اثناء حضوره الى بغداد و من نقرة السلمان لغرض اطلاق سراحه كانت لي مواجهه معه برفقة الوالد. فسألني عن الامور و بصوت خافت لان شرطيا كان يراقبنا قلت الوضع تحسن خصوصا بعدما تخلص الحزب من القيادات السابقه. لقد كنت حينها مشبع بافكار (راية الشغيله) لاني في النجف و النجف باكملها كانت مع (راية الشغيله) و لما سمع ما قلت انتفض بوجهي و قال لي من قال لك ذالك فقلت له: هكذا يقولون. و مباشره رد علي -الانشقاق عمل تخريبي يخدم الاستعمار- آنذاك لم اكن حزبيا ولكن العباره اعادتني الى الصواب، رجعت الى النجف لا كما غادرتها.
شقيق سلام عادل، سيد مهدي، ابو صلاح